تونس، في 18 ديسمبر 2012
بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع ثورة الحرية والكرامة إثر إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في نفسه، يقف المسار الديمقراطي الاجتماعي بكل خشوع وإكبار أمام أرواح الشهداء ويحيّي كل جرحى الثورة.
وهذه الذكرى تعود مع الأسف في ظرف من الضبابية السياسية الذي تتواصل فيه مظاهر الفقر والبطالة والتهميش والانفلات الأمني وتفاقم غلاء المعيشة والتباطؤ في معالجة ملف الشهداء وجرحى الثورة، وعدم إيفاء الحكومة بوعودها.
كل هذه الأوضاع خلقت احتقانا لدى المواطنين وأهالي سيدي بوزيد بالخصوص، وأدت إلى احتجاجات مشروعة تخللتها تجاوزات وأعمال عنف غير مقبولة، خصوصا وأنها تنال من هيبة الدولة ومؤسساتها.
وفي هذا السياق، فإن المسار الديمقراطي الاجتماعي، إذ يعبر عن تمسكه بحق المواطنين في التعبير عن آرائهم بكل حرية وفي الدفاع عن مطالبهم المشروعة بالطرق السلمية، فهو يسجل بارتياح الأسلوب الرصين الذي تعاملت به قوات الأمن والجيش الوطني لاحتواء التجاوزات.
إن المسار الديمقراطي الاجتماعي يؤكد مرة أخرى على أن الحل الحقيقي لمثل هذه الأزمات يتمثل في الإسراع بوضع برنامج إنقاذ عاجل لمعالجة التفاوت الجهوي وانعدام التنمية وانتشار البطالة وكذلك رسم خارطة طريق واضحة لإنجاز المرحلة الانتقالية الثانية حتى الانتخابات القادمة وهو ما من شأنه أن يطمئن التونسيين على المستقبل ويساعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية وأن يشجع المستثمرين الوطنيين والأجانب على بعث المشاريع بالجهات المحرومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق